ما بعد
الاسلاميين ـ تتمة ـ 3
الأستاذ فؤاد الكرادي
عديدة هي الأمور والمسائل غير الواضحة في الخطاب السياسي المؤدلج للإسلام،والتي تصنف ضمن ما يصطلح عليه بالمساحات الرمادية .
عديدة هي الأمور والمسائل غير الواضحة في الخطاب السياسي المؤدلج للإسلام،والتي تصنف ضمن ما يصطلح عليه بالمساحات الرمادية .
ولعل الامر يطفو
بقوة على سطح خطابات الإصلاحيين خصوصا في موضوع العلاقة مع الدولة "السلطة".
دستوريا نتائج
الانتخابات تخول للحزب المتصدر تشكيل
الحكومة وممارسة السلطة فهو بشكل ألي جزء من الدولة.
واقعيا لا تستغرب
ان تلمس في خطابات والتصريحات
الفاعل السياسي الاصلاحي تضادا ثنائيا :فهو يقرر ويشجب ، يقمع ويحتج يرسم لوحة ساخرة فحواها الرغبة في الجمع بين" حلاوة السلطة وشرف المعارضة "
مخرجات تحليل هذا
الانفصام تشي بالعلاقة الهشة وعدم الثقة والخوف
من الاخر..الخ.
لكن الحقيقة المرة ، الامر
مجرد تعلات لداء بنيوي نهش
جدوى الفعل السياسي عند هذه الزمرة
، كيف ذلك؟
الفاعل السياسي
الاصلاحي مصاب بحنين هستيري للفعل السياسي المعارض الذي رأسماله:" الخطب الرنانة والانتقادات
المدوية والشكوى من التشويش حينها لا
يسائله احد عن البدائل لان المعارضة في
بلادنا معارضة بلاغية تلعب على وتر الاخلاق و فقر الطبقات الهشة لاستقطاب مزيد من المتعاطفين.
أما اليوم في
موقع التدبير فهو مطالب بإيجاد
الحلول والإجابات عن التساؤلات التي طرحها
في الامس القريب .
فضلا عن كونه يخشى
ان تعري السلطة خواء اطروحته
الاصلاحية التي بناها على اسس غير سياسية فهو يقدم نفسه على انه البديل والسياسية
اساسها التشارك لذا لا
ينفك يعيش دور المدبر والمنتقد ، المظلوم
وسط مجموعة من المتربصين ـ شركاء فرضهم التقسيم الانتخابي ـ تحسبا للعودة
الى المعارضة .
ختاما
احسن صورة تعبر عن الانفصام السياسي الذي يعيشه الفاعل السياسي المؤدلج للإسلام صورة "معمر القدافي" حين نزل يحتج على
تردي الاوضاع في ليبيا .