ما بعد
الإسلاميين...
الأستاذ فؤاد الكرادي *
كشفت الممارسة السياسية
للتيارات الإسلامية بعد التمرد العربي ـ كما يحلو لأدونيس تسمية
الربيع العربي ـ ما تخوف منه ثلة من أعلام الفكر الإسلامي وذلك بطرق مختلفة وفق سياقات تجارب متنوعة ، الجامع بينها نقد التجربة السياسية الإسلامية .
كما هو معلوم
فالتجربة السياسية الإسلامية في
ابسط رصد لها :كانت بمثابة رد فعل عن فشل التجربة الماركسية وتوحش الرأسمالية .
الأولى شيدت أطروحتها
على عداء الدين ، أما الثانية فانتهكته ،وثمرة الامرين مجتمعين أن تم
رفع شعار: "الحل هو الإسلام "،إجابة عن
السؤال الذي لازال معلقا :لماذا تخلف
الشرق ، وتقدم الغرب؟
من هنا نشأت
عقدة العمل الإسلامي ،فالبداية وان كانت
بنيات طيبة غلفت العقل السياسي الإسلامي باستلاب يصعبه إقناع كل متحمس للخطاب الإسلامي بتواجده .
يتجلى الأمر في
التعامل مع الإسلام من منطلق ايديولوجي يجعله يتساوى مع النظريات الأخرى
حين نضع" قال الله "
لنبين فساد قولة لماركس أو انجلز أو نقارن في القيادة بين
محمد صلى الله عليه وسلم والستالين أو ماوتسي سونغ .
الإسلام فوق
الايديولوجيات فهو رباني المصدر غير قابل للقولبة ولا الخوصصة.
فضلا على أن هذه النظرة
تظهر في التيارات الإسلامية نفسها
، فكل تيار يرى نفسه الممثل الوحيد والأوحد للإسلام في مضمار
السياسة ،وكأننا بصدد نسخة مشوهة عن
جدل الفرق الكلامية أو المذاهب الفقهية .
المضحك المبكي
هو "الحلول اللاشعوري " الذي يجنح إليه خطاب الفاعل السياسي وهو يخوض معترك
السياسية ،فهو ضمنيا مادام يرفع شعار الإسلام هو الحل "فهو أنقى ،اطهر ،أعدل
،اشرف..."من منافسيه ويبرر اي تحالف
مع من بنى أطروحته الانتخابية على التجريح فيهم أو إظهار فسادهم بإسقاطات تاريخية لتحالفات الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته
الكرام .
هل يمكن في هذا الصدد أن ننعي أطروحة ادلجة الإسلام ؟ما دام بريقها سرعان ما
خفت مع الممارسة السياسية التي أبانت
أن العمل السياسي يتطلب الحنكة والتخطيط ،تحقيق التنمية ،لا استدعاء التاريخ الإسلامي والمواعظ من داخل قبة البرلمان .
يتبع
· أستاذ باحث
في الفكر الإسلامي المعاصر والحداثة
مرحبا بكم في الزيتونة