ما بعد
الاسلاميين{ -1/2- }
الأستاذ فؤاد الكرادي* الفاعل السياسي المؤدلج للإسلام أي من يتوكأ على الإسلام أيديولوجية يطمح من خلالها القضاء على المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والتدبيرية،كان ضحية تنظيرات سياسية زيفت وعيه.
الأستاذ فؤاد الكرادي* الفاعل السياسي المؤدلج للإسلام أي من يتوكأ على الإسلام أيديولوجية يطمح من خلالها القضاء على المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والتدبيرية،كان ضحية تنظيرات سياسية زيفت وعيه.
جعلته يعيش دور " نبوية سياسية " على إثر تنميط فكره
بحصر التجربة السياسية
القابلة للاستلهام في فترة النبوة
والخلافة الراشدة .
هذه الفترة الوجيزة من التاريخ الإسلامي هي الانموذج الذي كثرت الدراسات والمؤلفات التي يستخلص الاعجاز
السياسي منها .
الأمر ينم عن عقلية تراثية انتقائية تبالغ في طهرانية وسطحية اطروحتها ،فالسياسية حسب المتخصصين تنشا وتتطور مع المدينة والحضارة ، والفترة السالفة الذكر
سادت فيها القيم البدوية ذات
النعرة القبلية .
والدليل الدامغ ان
انتخاب من يدبر شؤون المسلمين بعد
وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم لم يخرج
عن نطاق النسبة والصحبة والقرشية .
الغريب تهميش
مسار سياسي طويل جدا بدأ مع
دولة بني امية وبني العباس وما تلاها
من امارات في المشرق والمغرب مع العلم انها الفترة الحقيقية التي ازدهرت فيها المدنية وتضاءلت معها البدوية .
والأغرب الإصرار
على التعامل مع السياسة بدون وعي على انها
لا تختلف عن علوم الالة وباقي العلوم التي جعلت من فترة الجاهلية وصدر الإسلام مصدرا تقعيديا
لها فتلك الفترة فترة الشاعر الفحل
واللغوي الفحل والسياسي الفحل ايضا .
رغم أن المؤلفات
السياسية بمعنى سياسية لم تصلنا
إلا خارج ها ته الفترة ولعل أبرزها
ما كتبه الفاربي والذي يمكن اعتباره النسخة الاسلامية لجمهورية افلاطون .
فالسياسية
في نهاية المطاف إعمال
للعقل قبل ان تكون أي
شيء آخر ،وبهذا نستطيع
القول أن عقلية الفاعل السياسي المؤدلج للإسلام امتداد للأصولية التراثية المحتفية بالنقل على حساب العقل والتي كانت سببا في جمود الفكر السياسي الموسوم بالإسلامية وعدم خروجه في أحسن حالاته عن النصائح والإرشادات ـ الاداب
السلطانية ـ يتبع .أستاذ باحث في الفكر الإسلامي المعاصر والحداثة
مرحبا بكم في الزيتونة