بين مجلسين ،مجلس الشعب العظيم ومجلس الأعيان والطغاة



بين مجلسين ،مجلس الشعب العظيم ومجلس الأعيان والطغاة:



القدر يرافقنا دائنا تارة في بؤس مصائرنا وتارة أخرى لأخذ العبر والدروس ،تتزامن فيه الأحداث لكنها متباينة ومختلفة تتصادم فيه الرؤى بين العدل والظلم بين السعادة والألم بين الحق والباطل بين وطن جريح ينزف دما ووطن يعتلي قمم الأوطان والتقدم ،بين وطن تربع على عرشه عصابة ولصوص ووطن يقوده الأوفياء ،بين قدر لشعب يعشق الحياة فسُلط عليه أفسد الناس ووطن يعشق الحياة فكان له من يسعى وراء قصده ووطن له خدام يخدمونه ووطن خادم لعصبة طامعة  ....

مفارقة القدر في وطني الجريح صنعها مجلسين أحدهما لدولة نقول عنها "كافرة "ومستعمرة ينشغل برلمانيوها بمواطنيهم وبفقرائهم ويعملون جاهدين من أجل وطنهم ويبتون في العراء في ليلة باردة يكسو الثلج ببياضه أرض باريس والبرد القارس يقضم العظام ،فبعد فتح الملاجئ و استنفار كل وسائل الدولة وموظفيها للبحث عن المتشردين و إيوائهم وقيامهم بما يقتضيه الواجب الإنساني والوطني ،برلمانيو فرنسا """"" الكفار"""" يبتون في العراء وفي فصل الشتاء تضامنا مع المشردين ....
أما برلمانيو دولة أمير المؤمنين ورغم ما هم فيه من البذخ والتعويضات السمينة وكون أغلبهم إما موظفا أو رجل أعمال فهم اجتمعوا على كلمة رجل واحد متشبثون بحقهم في ريع التقاعد متشبثون بتلابيب رئيسهم من أجل التقاعد ودخ الدولة ميزانية إضافية لدعم الصندوق المفلس...

فرغم أنهم أمما وقبائل شتى لم تجتمع كلمتهم يوما على مصلحة الشعب فإنهم الآن مجتمعون ورغم معارضة طائفة منهم للتقاعد إلا أن كبيرهم وطبيبهم في حكومة أخنوش عفوا العثماني أقنعهم بالعدول عن الاعتراض ليس حرصا على الوطن وثروته وفقرائه وإنما خوفا على مجلس ضرار من الانهيار وتنهار أحلامهم في السلطة ورابطة العنق والظهور على شاشة التلفاز وسائق وحارس وعطف ملكي و إن لاحقتهم لعنات الشعب والفقراء
مجلسنا الموقر وبرلمانيون المنعمين ليس في مصلحتهم أن ينتهي البؤس من هذا الوطن أو أن يتراجع الفقر في وطني فكلما ساد الجهل والفقر إلا وكانت الفرصة أكبر ليعاودوا الكرة ثم الكرة من خلال الرشاوي والوعود الكاذب ،فهنيئا لفرنسا ببرلمانيها وهل لنا مثلهم في هذا الوطن الجريح

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق

مرحبا بكم في الزيتونة

سجل إعجابك ليصلك الجديد

.

الصور للإشهار