صباح الخير يا وطني



صباح الخير يا وطني
بقلم الدكتور :مصطفى المريزق
استيقظت هذا الصباح من نومي من دون أن أجد حناء بيدي ولا مالا تحت وسادتي..
استيقظت هذا الصباح ولم أجد أمامي تفسيرا لكل ما يشاع عن الانقسام الحاصل عموديا وأفقيا في الأحزاب السياسية ببلادي..
استيقظت هذا الصباح ولم أفهم أي مرض أصاب النضال والثقافة والإعلام والدين في وطني..
استيقظت هذا الصباح وعجين الدواخل تتحرك في حتى الاهتزاز..
استيقظت هذا الصباح من دون أن يصنع سكوني ضجة..
قمت بتلاوة تراتيلي المفضلة بصوت أجهشه البكاء ليترك صوتا يحايث قمة الفقر والبؤس والهشاشة الصحية في قبيلتي بني زروال وفي اقليمي تاونات وفي وطني المغرب...
وحينما استيقظت أدركت الوقت..شربت ماء وقهوة وعلى فطوري خبز وزيت بلدي..
وما أن إطمئنت على رفاقي وأصدقائي والطاقم الطبي والصحي الذين سيلتحقون بالبلدة "سيدي المخفي" جبالة بني زروال، بمناسبة القافلة الطبية، حتى قمت جاهزا لأتوجه في الحين إلى هناك، استعدادا لاستقبال المتطوعات والمتطوعين قبل انطلاقة العملية في الساعات الأولى من صباح الغد...
كل هذا لمساعدة حكومتنا المسكينة والفقيرة والتي لاحول لها ولا قوة، لتوفر الدواء للمواطنين ولتكشف عن أمراضهم، ولتبني لهم المستشفيات والمستوصفات ولتجهزها بالأدوات والمعدات والآليات...
كل هذا لنكون مخلصين لثوابت الدولة والأمة، ولكي لا نترك بنات وأبناء وطننا يحتجون على الحكومة في القرى والمداشير والمدن..ولنوقف غضب الشارع وكل الحركات الاحتجاجية
كل هذا لكي نقطع الطريق على كل من يريد أن يعكر مزاج حكومتنا الموقرة..
كل هذا حبا وطواعية في سياساتنا الحكومية...
كل هذا ليرضى علينا المخزن والحكومة والدولة، وحتى لا نتعرض لأي مكروه...
كل هذا بدل البحث عن فضاءات جديدة لتعميق شلل العقل السياسي...
كل هذا ارضاء لعيون الحكومة الزائغتين..
أخيرا، ونحن نتوجه إلى هناك، فلتتقبل حكومتنا الرشيدة كل علامات الفخر والاعتزاز بها، ونعدها أننا سنبقى مخلصين لتوجهاتها، ولبرامجها، ولسياساتها، ما دمنا أحياء نرزق.
وإلى فرصة أخرى، وسلامنا الحار لكل الوزيرات والوزراء ولكاتبات وكتاب الدولة الأوفياء لنا، والعزيزات والعزيزين علينا.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق

مرحبا بكم في الزيتونة

سجل إعجابك ليصلك الجديد

.

الصور للإشهار