الاستجابة /فقه الأسرة :رعاية الأطفال وحقوقهم

الاستجابة /فقه الأسرة :رعاية الأطفال وحقوقهم

الأستاذ : علال المديني / المؤسسة : الإمام الشطيبي غفساي /السنة الأولى من التعليم الثانوي التأهيلي

أولا:معالجة  نصوص الانطلاق

قال تعالى :﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ(6) ﴾سورة التحريم

مضمون النص :من مسؤولية المسلم على أهله و أبنائه تربيتهم على طاعة الله ومحبته ليقيهم عذاب النار .

جاء رجل إلى عمر بن الخطاب بطفل وجده منبوذا، فَقَالَ له مَا حَمَلَكَ عَلَى أَخْذِ هَذِهِ النَّسَمَةِ فَقَالَ وَجَدْتُهَا ضَائِعَةً فَأَخَذْتُهَا فَقَالَ لَهُ عَرِيفُهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ أَكَذَلِكَ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ اذْهَبْ فَهُوَ حُرٌّ وَلَكَ وَلَاؤُهُ وَعَلَيْنَا نَفَقَتُهُ"

مضمون النص :يبن النص مسؤولية المجتمع في رعاية الأطفال الأيتام والإحسان إليهم .

قال تعالى "فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا ۖ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (96) قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98)"سورة يوسف ،الآيات 96-98.

مضمون النص  :استغفار يعقوب عليه السلام لأبنائه رغم ما فعلوه بأخيهم يوسف دليل على حبه لأبنائه ورحمته بهم .

****************************

التحليل والمناقشة

المحور الأول :رعاية الأطفال في الإسلام :المفهوم والخصائص.

1-      مفهوم رعاية الأطفال :

يقصد به الاعتناء بالطفل والقيام بكل شؤونه على الوجه الأفضل ،بما يحقق له النمو الطبيعي بشكل سليم ومتوازن، وتربيته تربية حسنة ،وكذا حمايته من الأخطار الجسدية والنفسية وفق منهج الإسلام وتعاليمه .

2-      مسؤولية رعاية الأطفال :

حدد الإسلام بشكل واضح مسؤولية رعاية الأطفال وذلك لضمان حقوقهم وتربيتهم تربية حسنة تعود على المجتمع بالنفع والخير ،وقد رتب هذه المسؤولية على الشكل التالي :

    رعاية الطفل مسؤولية الأبوين :أسند الله تعالى مسؤولية رعاية الطفل إلى والديه وذلك بحكم ما أودع الله فيهما من استعداد فطري للاعتناء بأبنائهما قال صلى الله عليه وسلم : "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ"

    رعاية الطفل مسؤولية الأقارب :في حالة فقدان الوالدين تنتقل مسؤولية الرعاية إلى أقرب الناس من الطفل من أسرته وأقاربه .

    رعاية الطفل مسؤولية المجتمع والدولة :يتوجب على المجتمع المسلم وعلى رأسهم المسؤولين على الشأن العام للأمة التكفل وحضانة اليتيم و إحاطته بكل أنواع الرعاية والعطف ، وتعويضه حنان الأبوين ورعايتهم في حالة فقدانهم ..

3-      مجالات حقوق الطفل في الإسلام .

اهتم الإسلام بالطفل قبل مجيئه للدنيا كما اهتم به من جميع جوانبه الذاتية والموضوعية ولتحقيق  ذلك حددت مجالات هذا الاهتمام في ثلاث حاجات أساسية وهي :

-       الحاجات الجسدية :	-             الحاجات النفسية :	-         الحاجات الاجتماعية
المتمثلة في الغذاء وما يتعلق به	المتمثلة في العاطفة والوجدان	المتمثلة في التربية والتعليم .

المحور الثاني /حقوق الطفل في الإسلام :المميزات والأسس.

1-      حقوق الطفل على الأسرة :

    الحق في النسب :وذلك بتحريم الزنا وتشريع الزواج.

    الحق في النفقة: ويشمل الحق الغذاء والكساء والإيواء بالمعروف وهو واجب على الوالدين ، وتتكفل الدولة مسؤولية ذلك في حالة عدم وجود الأبوين أو الفقر  .

    الحق في الحضانة :تتحق في كنف الأبوين وفي حالة الطلاق تكون للأم ثم للأب ، ثم لأم الأم،فإن تعذر ذلك المحكمة تقرر لمن تسند الحضانة بما يضمن حقوق الطفل .

    الحق في الدين والتربية السليمة :من حقوق الأطفال على الآباء تربيتهم تربية حسنة وتنشئتهم على الأخلاق الحميدة وحب الله وطاعته وحب الخير والصلاح .

2-      الحقوق العامة للطفل في الإسلام {حقوق الأسرة والمجتمع }

الحقوق	معناها
الحق في الحياة	للطفل الحق في الحياة منذ المراحل الأولى لتشكله في رحم أمه ،لذلك حرم الإسلام الإجهاض واعتبرها جريمة قتل واعتداء على حق الطفل في الحياة قال تعالى :" وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ"
الحق في الأسرة	للطفل الحق في أن يعيش في حضن أسرة متماسكة توفر له الرعاية والدفء والحنان .
الحق في الصحة	من مسؤولية المجتمع والدولة على الأطفال توفير بيئة صحية سليمة ورعاية صحية مناسبة .
الحق في المساواة	وذلك مثله مثل الكبار في الحقوق العامة وحمايته وعدم الإساءة إليه
الحق في المال	فالشرع الحكيم أوجب على الأمة حماية حقوقه المالية كاملة دون نقص واعتبر ذلك إثما عظيما .
الحق في التعلم	وهو من أعظم حقوق الطفل في الإسلام قال صلى الله عليه وسلم :"إن من أعظم حق الولد على والده أن يعلمه الكتابة ،و أن يحسن اسمه "

3-      أسس رعاية الأطفال في الإسلام :

    رعاية الأطفال من المسؤوليات الجسام التي أولاها الإسلام أهمية كبيرة لذلك وضع لها أسسا وقواعد عامة وإرشادات شرعية لتربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة سليمة ومن هذه الأسس .

الحوار :يعتبر الحوار المنهج السليم في تربية الأبناء بعيدا عن العنف والضرب  والإهمال فالطفل يحتاج إلى الحوار كشكل من أشكال التربية لبناء شخصية متوازنة و حتى يكون قادرا على فهم الخطأ من الصواب.

المودة والرحمة :لا يستقيم أسلوب التربية ولا يحقق أهدافه ما لم يكون من أسسه المودة والرحمة على الأبناء،فالرحمة خلق رفيع ومنهج نبي الرحمة في تربية أبنائه ،فعن  أبي هريرة رضي الله عنه أن الأقرع بن حابس رضي الله عنه أبصر النبي يقبل الحسن،فقال:إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنه من لا يرحم لا يرحم" متفق عليه.

التربية بالقدوة :تعتبر التربية بالقدوة الحسنة من الأسس التي أقام عليها الإسلام منهج رعاية الأطفال وتنشئتهم على قيم العمل والاجتهاد والأخلاق الرفيعة،لذلك يجب اختيار القدوة المناسب للأبناء حتى تكون تربيتهم سليمة .

امتدادات سلوكية :

أتمثل قيم الرحمة والمودة في تعاملي مع الأطفال .

أجتهد في تقديم المساعدة النفسية والمادية للأطفال في وضعية صعبة "اليتم ،الإعاقة "

أتمثل خلق النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الأطفال