من يحرم الرفق يحرم الخير



من يحرم الرفق يحرم الخير

شكل حدث وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فاجعة كبيرة في قلوب الصحابة رضوان الله عليهم ، بل وفي قلوب كل من عرف هذا النبي الكريم .
مات من كانت نور أخلاقه و حسن معاملته تعم كل من صاحبه أو لقيه أو جاوره ،فهو العفو الرحيم عند المقدرة ،فأخلاقه – خاصة الرفق والرحمة – لم تكن تشمل أصحابه وأهله فقط و إنما كانت تعم كل الناس مؤمنهم وكافرهم بل وحتى أعداؤه في ساحة الوغى والحيوانات والشجر والحجر "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ".....
ولنا في قصة الجار اليهودي صاحب الأزبال عبرة ،و في ذاك الأعرابي الذي "بال "في المسجد آية ...لكل من يريد أن يقتدي بخير الخلق، ويركب سراج المهتدين وينعم بحب المصطفى وينال رضا أرحم الراحمين وخير الهادين .
توفي صلى الله عليه وسلم وقد شقت وفاته على الصحابة الكرام الذين أنسوا منه العطف والكلمة الطيبة والنصيحة بالحسنى والتعليم بالرأفة والرحمة ،والتوجيه إلى أقوم السبل ...، لكن حكم الله في عباد وسنته في خلقه ماضية ولو كان خاتم النبئين،وسيد ولد أدام وأفضل الخلق أجمعين و أحبهم إليه،مات وهو يوصي أمته بحسن الخلق وبالرحمة والرفق في كل شيء وأن يكون دينهم خلق ورحمة وكلمة طيبة وإحساس بالفقير  والمعوز والمريض وصاحب الحاجة والقريب والبعيد ....
لكن ونحن نعيش في هذا العصر بين ظهرانينا كثير من يحتاج إلى الرفق والرحمة من مشردين ومرضى ويتامى ومجانين وفقراء وذوي الحاجات الخاصة –لكن – نعرض عنهم ونسيء إليهم بالقول والفعل ونقصوا على ضعفائنا دون رحمة ولا شفقة، حتى أصبحنا نسمع أن الابن يتخلى عن والديه أو يرسلهما إلى دار العجزة وهو في أحسن حال، ونحن خير أمة أخرجت للناس و أمة أوصى نبيها بصغيرها وكبيرها "ليس منا من لا يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا"، فكم نحن في حاجة إلى استدعاء حضور الرسول الأكرم بيننا حتى يكون ناصحا وموجها وداعيا إلى الله لكن سنة الله مضت في حبيبه فلم يبقى لنا سوى الاهتداء بهديه والعمل بسنته ....

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق

مرحبا بكم في الزيتونة

سجل إعجابك ليصلك الجديد

.

الصور للإشهار