البام والاتجار بأحلام المستضعفين - القنب الهندي ورقة فاشلة -

****المناظرة الانتخابية *****
البام والاتجار بأحلام المستضعفين - القنب الهندي ورقة فاشلة -
---------------------------------------------------------
بقلم العربي العياشي
***************

تأخر كثيرا البام في استغلال ورقة زراعة القنب الهندي بالمنطقة ،فساكنة بني زروال اكتشفت في السنوات الأخيرة أن زراعة القنب الهندي مؤامرة محبوكة ضد الساكنة وورقة الهاء الساكنة عن مطالبها الحقيقية وجمرة حارقة رماها بعض "المخزن "مباشرة بعد تدشين سد الوحدة من طرف الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله .
ساكنة جبالة تتذكر كيف روج بعض أعوان السلطة والمقربين من السلطة في المنطقة لمقولة أن المخزن لا يمانع في زراعة القنب الهندي ،بل أن بعض العباقرة ذهب إلى حد تأويل مقتطف من كلمة الراحل الحسن الثاني حين قال كل منطقة تعرف نوع الزراعة المناسبة ...
اليوم ومع أزمة المنطقة الخانقة و انكشاف وهم الكيف والمخدرات الذي حول حياة ساكنة المنطقة إلى الجحيم بسبب توغل بعض رجال الدرك وبعض أعوان السلطة وبعض القواد إضافة إلى تأسد وتغول بعض أباطرة المخدرات الذين توهموا أنهم أمراء على الأهل والعباد،اكتشفت الساكنة الزروالية أن زراعة القنب الهندي كان حلا لبعض المسؤولين وصناع القرار لتملص من تنمية المنطقة تنمية حقيقية تضمن العيش الكريم للساكنة وتحفظ كرامتها ،وأن دخول هذه النبتة كان فرصة لبعض المسؤولين للإغتناء الفاحش وتكديس الثروة وشراء السكنيات وتأسيس مشاريع ما كان يحلم بها لولا القنب الهندي وتحمل المسؤولية في منطقة بني زروال...
في السنوات الأخيرة تراجعت قيمة المخدرات بسبب وفرتها وبسبب دخول أنواع جديدة من نبتة الكيف تتطلب كمية كبيرة من الماء ومصاريف ضخمة للعناية بها مما أثر سلبا على النوع العادي الذي تراجعت قيمته المادية إلى أقل من ربع قيمته في السنوات الأولى ،الأمر الذي جعل المستفدين من زراعة القنب الهندي فئة قليلة من أصحاب رؤوس الأموال والمقربين من السلطة والذين يتوفرون على مياه كافية للنوع الجديد.كل هذه العوامل أثرت على دخل الفلاح العادي الذي فقد كل شيء ووجد نفسه في وحل من الديون وفي فخ فقر مذقع ،فقر مادي وفقر في المواد الغذائية الأساسية "القمح الشعير الفول والزيت " وفقر روحي وفقر في الكرامة وفقر الأمان، فالخوف استولى على كل مشاعره وأصبح مسكونا بالرهاب كلما رأى دركيا أو قائدا أو فردا من القوات المساعدة.
ساكنة جبالة عرفت لعبة الإلهاء هاته وشربت سم الوهم والأحلام الضائعة في حلول واهية ، ولأنها لضغت من الجُحر مرة فلن تُلدغ منه ثانية ،ولأن ورقة الكيف حرقت بعد سنوات من المعاناة والحكرة و أمال الساكنة في هذه النبتة تبخرت وأصبحنا أمام وضع كارثي ومأساة حقيقة، فإضافة إلى الفقر المذقع فكثير من الفلاحين متابعون بتهمة زراعة القنب الهندي وجل "العيون المائية "نضبت وجف ماؤها وكثير من الأنواع الحيوانية والنباتية انقرضت من المنطقة بسبب الإفراط في استعمال الأسمدة والأدوية الكماوية كما أن انتشار هذه الزراعة أثر بشكل كبير في الانقطاع عن الدراسة وإدمان عدد من الأطفال وشباب المنطقة بالمخدرات ،زد على ذلك الهجرة المعاكسة أي من المدينة إلى المنطقة لعدد كبير ممن كانوا يتوفرون على دخل محترم واستقرار في المدينة....
استغلال ورقة المتابعة القضائية في حق مزارعي الكيف والركوب عليها سياسيا من طرف حزب عرف عنه أنه خرج من رحم الداخلية ودواليب التحكم يثير الاستغراب والضحك وينطبق على "ضربني فبكى و سبقني فاشتكى " فداخليتهم تحرك المتابعات في حق الفلاحين وسياسييهم يركبون عليها في حملاتهم الانتخابية ودعاياتهم السياسية لابتزاز المواطنين وبيعهم للوهم ،فلو كان حقا هذا الملف دوافعه إنسانية لتم عرضه على البرلمان بغرفتيه ولكن أن يقذف به في هذا الوقت يعني أنه ورقة انتخابية دنيئة تستغل ضعف الساكنة ووضعها المأساوي ...
صوت الساكنة الزروالية يقول للبام وللمخزن وللدولة ولكل المكونات السياسية لا نريد من يضعنا في قفص الفقر والتهميش ويسوقنا إلى زراعة الكيف ويحرك المتابعة والاضطهاد في حقنا ويتركنا لأربع سنوات في معاناة حقيقية ثم يأتي في العام الخامس ليسوق أنه المخلص من المتابعة القضائية دون أن يقدم لنا حلا واقعيا .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق

مرحبا بكم في الزيتونة

سجل إعجابك ليصلك الجديد

.

الصور للإشهار