واقع الحال في منطقة غفساي لا يبشر بخير ، والأمر يزداد سوءً عاما بعد عام ، ومن خلال المتابعة الدقيقة لخط الانحدار الذي تعيشه بني زروال والفوضى التي تعرفها يكاد المرء يجزم ويسجل أن هناك غياب تام للدولة في ضبط الاستقرار والحفاظ على الثروة البيئية التي تزخر بها ،والتي تشكل خزانا أساسيا للحفاظ على التوازن البيئي للمغرب ككل .
طبعا وسد الوحدة المزود الرئيسي لمنطقة الغرب بالماء الصالح للشرب والراي ، ضف إلى ذلك فالمنطقة تزخر بمجال غابوي يمتد على مساحة شاسعة تعتبر ثروة ثمينة في ظل تغيرات مناخية خطيرة يشهدها العالم ، لكن هذه الثروة ومعها الثروة المائية بدأت تتبخر وتتراجع إلى مستوياتها الدنيا بسبب غياب القانون أو غياب السلطة إن صح التعبير ،فالمنطقة كانت تزخر بمياه سطحية تشكل مصدرا أساسيا لاستقرار الساكنة وموردا مهما للزراعة السقوية ، كما كانت تشكل ثروة سياحية تجلب أنظار مرتديها ، هذه الثروة جعلت المنطقة بدواويرها والمناطق السكنية مجالا غابويا متنوعا يتضمن أصنافا عدة من الأشجار ....
هذا الوضع دفع كثير من فعاليات المجتمع المدني وساكنة المنطقة إلى دق ناقوس الخطر والمطالبة بإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان ، وقبل أن تتحول المنطقة بفعل التصحر إلى صحراء جرداء تضطر معها الساكنة للهجرة إلى المدن المجاورة لتشكل في النهاية أحزمة الفقر والبؤس،لكن رغم كل هذه الدعوات فواقع الحال يشر أن السلطات المحلية والإقليمية والوطنية لم تحرك ساكنا لوقف هذا النزيف المخيف .
أمام هذا الواقع الخطير وأمام مؤشرات تشير أن المنطقة مقبلة على جفاف دائم الذي بدأت تتشكل معالمه مع أزمة الماء الصالح للشرب بالمنطقة ،لم يعد أمام الساكنة سوى التفكير في الهجرة إلى المدن ،خاصة وأن الساكنة تفتقر إلى نخب سياسية تضع من أولوياتها مصلحة المنطقة والوطن ، كما أن مشكل زراعة القنب الهندي جعل أغلب الساكنة بين فكي الخوف من "المخزن"والدفاع عن حقوقها وفضح الفساد، ولكن غالبا ما يتغلب جانب الخوف على المطالبة بالحقوق في ظل واقع سياسي وطني ينظر إلى المنطقة كعناصر خارجة عن ولاء الطاعة أو كهمج مذنبون ومجرمون قبل أن يقدموا إلى العدالة ،وواقع يؤكد أن جل المسؤولين الوافدين إلى المنطقة ينظرون إليها كبقرة حلوب ،حليبها داسم يخرج من بين حرث ودق ...
بني زروال سرق منها كل شيء والآن يستنزف ماؤها ولا أحد يبتكلم ،المخز كيشد والناس كتخاف وأمور ماشا كتصعب وغيمشي فيها الأخضر واليابس
ردحذف