اضاءات حول_التدين - تنقية_الدين_من_الشوائب –
الأستاذ فريد المستحي
بعد
انقطاع عن الموضوع لفترة من الزمن،وذلك لظروف خاصة، ارتأيت العودة لهذا الموضوع
الهام جدا،خاصة أننا في موسم من مواسم الطاعات،و فرصة لجمع الحسنات،لكن هذا الدين
المتين يأبى إلا أن يكون أمره على بينة،فلا بد للمسلم من وقفة ليتأمل في دينه هل
مازال صافيا أم خالطته شوائب الجهل،و خزعبلات التفكير.
إن
القلب ليأسى عندما يجد بعض الناس و ممن هم محسوبون من زمرة المتدينين،يبنون
إيمانهم على أمور تهوي بتفكيرهم إلى ادني مستويات المنطق السليم،فمثلا نجد إعجابا
متناهيا بصورة لعجل برأسين،و تجد تحت الصورة سيلا جارفا من عبارات التسبيح و
التكبير،أو تجد شخصا يتكلم عن رؤيته لاسم "محمد"مكتوبا على تمرة أو
شجرة،و تجد تفاعلا بالآلاف حول الصورة...! هل هذا دين،هل هذه عقيدة سليمة ؟ أبدا،فمعرفة
الله تعالى مبنية عن ما أخبرنا الله عن نفسه في قرآنه العظيم،فالله تعالى عندما
أراد أن يرينا قبسا من قدرته فإنه،عز و جل،تكلم عن خلقه العظيم من جبال و أنهار،و
شمس و قمر،و إنسان و حيوان و نبات،و رزق مكفول للكائنات،و رحمة أودعها في قلوب و
أرواح الكائنات،هذه هي معجزات الله تعالى الحقيقية.
بعض
الناس من كثرة اعتياده على هذه الأمور،يعتبرها عادية جدا،لكن النبهاء و أولى
الألباب دوما في حياتهم يجددون إعجابهم بهذه الظواهر التي تبدو عادية،من تعاقب
لليل و النهار،و تكون للأجنة،إلى غير ذلك من بديع صنع الله تعالى،و لا ينبهرون
بصور مفبركة من مواقع مأجورة كل همها إبعاد عقولنا عن منطقها السليم،و إسقاطنا في
الوهمية الزائدة. من أراد معرفة الله فعليه بكلام الله،و
من أراد التأثر بقدرته فعليه بآياته العظام.
مرحبا بكم في الزيتونة