رخصة الإفطار للمريض في رمضان

ذ:علال المديني :


إن الدين يسر ولن يشاد أحد إلا غلبه هكذا قال صلى الله عليه وسلم في حديث له، وهي كلمة جامعة شاملة جعلها علماء الأمة قاعدة ثابتة في الإسلام فلا رهبانية ولا وتشدد في الدين، والله سبحانه وتعالى نهى عباده عن الوقوع في التهلكة و إلحاق الأذى 

بالنفس لذا كانت رخصة المريض الإفطار في رمضان تخفيفا على المسلم ورحمة به من الله تعالى .
والدليل الشرعي من القرآن الكريم الذي أباح للمريض الإفطار في رمضان قوله تعالى: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ  {البقرة:  184 فللمريض حق الإفطار في نهار رمضان حفظا لصحته لئلا يجتمع عليه الصوم والمرض فيضعف،فالمرض علة تبيح للمريض الإفطار في رمضان مع القضاء كلما زال عنه المرض وأصبح قادرا على الصيام .
من هو المريض الذي يباح له الإفطار:
يتساءل كثير من الناس عن من هو المريض الذي أباح له الله الإفطار في رمضان ، وأحسن ما وجدته في الإجابة عن هذا السؤال هو التصنيف الذي جاء به الإمام القرطبي في تفسيره حين قال للمريض حالتان :
إحداهما : ألا يطيق الصوم بحال ،فعليه الفطر واجبا .
الثانية : أن يقدر على الصوم بضرر ومشقة ، فهذا يستحب له الفطر ولا يصوم إلا جاهل .
فالإمام القرطبي بين أن الحالة التي لا يطيق فيها المريض الصوم واجب عليه الفطر وإلا كان مذنبا ، أما الحالة الثانية التي يقدر على الصوم بمشقة يستحب له الفطر .
وقال الإمام الطبري في تفسيره” والصواب من القول في ذلك عندنا أن ” المرض ” الذي أذن الله تعالى ذكره بالإفطار معه في شهر رمضان ، من كان الصوم جاهده جهدا غير محتمل ، فكل من كان كذلك فله الإفطار وقضاء عدة من أيام أخر . وذلك أنه إذا بلغ ذلك الأمر، فإن لم يكن مأذونا له في الإفطار فقد كلف عسرا ، ومنع يسرا . وذلك غير الذي أخبر الله أنه أراده بخلقه بقوله :يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر .”
والإمام مالك رحمه الله تعالى في تحديده للمرض الذي يوجب الفطر في رمضان أو الذي يباح فيه للمريض الأخذ بالرخصة فقد قال في الموطأ”" الأمر الذي سمعت من أهل العلم ، أن المريض إذا أصابه المرض الذي يشق عليه الصيام معه، ويتعبه، ويبلغ ذلك منه، فإن له أن يفطر … “إلى أن قال” وما الله أعلم بعذر ذلك من العبد”

المريض والطبيب:
مع تطور الطب والعلم وظهور أمراض جديدة تسبب للمريض مضاعفات خطيرة في حال صيامه رغم قدرته على الوقوف والمشي والصلاة قائما ، فإنه بمجرد أن يرخص الطبيب” المختص المسلم غير المستهزئ بفريضة الصيام ” للمريض الإفطار لكون الصوم يسبب له مشقة وأضرار يجب عليه الإفطار .
حكم المريض إذا أفطر:
في هذه الحلقة أقتصر على المريض الذي يزال عنه المرض ويعود إلى صحته ويستطيع قضاء ما فاته من الصيام على أساس أنه لنا عودة إن شاء الله مع الأنواع الأخرى من المرض والعجز الدائم .
في هذه الحالات إذا شفي المريض وصام ما عليه من رمضان “القضاء” قبل دخول رمضان السنة الجديدة فيكفيه القضاء فقط دون الفدية أي إطعام عن كل يوم أفطر فيه مسكينا.
أما من فرط في صيام ما عليه من أيام قبل دخول رمضان أخر وهو قادر على صيامها صام تلك الأيام وأطعم مع ذلك كل يوم مدا من قوت أهل البلد لكل مسكين بمد النبي عليه السلام.
أما عن قضاء رمضان فالإمام مالك رحمه الله كان أحب إليه أن يتابعه قال رحمه الله في الموطأ “فيمن فرق قضاء رمضان فليس عليه إعادة،وذلك مجزئ عنه. وأحب إلي أن يتابعه.


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق

مرحبا بكم في الزيتونة

سجل إعجابك ليصلك الجديد

.

الصور للإشهار